منتديات روضات الجنات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات روضات الجنات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ثورة 14 تموز الخالدة - ج 2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جرح الوطن




المساهمات : 37
تاريخ التسجيل : 30/08/2010

ثورة 14 تموز الخالدة -   ج 2 Empty
مُساهمةموضوع: ثورة 14 تموز الخالدة - ج 2   ثورة 14 تموز الخالدة -   ج 2 Emptyالثلاثاء ديسمبر 14, 2010 9:05 am

farao

وبعد أن أتم عارف تلاوة البيان أنطلقت الجماهير وهي تهتف لقادة الحركة بعد أن أخذت تتعرف عليهم فبدأت الحناجر تهتف " احنه جنودك يإسلام "، وبعد أن تعرفت في نهاية ذلك اليوم التموزي القائض على بقية القادة كالعميد الركن عبد الكريم قاسم وبقية اعضاء تنظيم الضباط الوطنيين فاخذت جموع الجماهير تهتف لهم كما هتفت "للثورة" وللعراق، كما أخذت تهتف للوطن العربي وتطلق شعارات عربية أخرى تّذكر بأمجاد العرب وتنادي بالوحدة مع الاتحاد العربي المسمى الجمهورية العربية المتحدة.

ثورة أم انقلاب ؟
هنالك تعريفان ومفهومان معجميان للثورة، فالتعريف التقليدي القديم الذي وضع مع انطلاق الشرارة الأولى للثورة الفرنسية وهو قيام الشعب بقيادة نخب وطلائع من مثقفيه لتغيير نظام الحكم بالقوة. وقد طور الماركسيون هذا المفهوم بتعريفهم للنخب والطلائع المثقفة بطبقة قيادات العمال التي اسماها بديكتاتورية البروليتاريا. اما التعريف أو الفهم المعاصر والاكثر حداثةً للثورة هو التغيير الذي يحدثه الشعب من خلال ادواته "كالقوات المسلحة" أو من خلال شخصيات تاريخية لتحقيق طموحاته لتغيير نظام الحكم العاجز عن تلبية هذه الطموحات ولتنفيذ برنامج من المنجزات الثورية غير الاعتيادية. اما الانقلاب العسكري فهو تحرك ثلة من الجيش بقيادة أحد الضباط للاستيلاء على السلطة لتحقيق طموحات واطماع ذاتية بغية الاستفادة المادية من كرسي الحكم.

الجذور التاريخية لتفاقم ازمة الحكم الملكي

على وفق التحليل التاريخي للأحداث هنالك دائما عوامل مباشرة وأخرى غير مباشرة والتي لعبت ادواراً مختلفةً تسببت بقيام حركة 14 تموز 1958، فهنالك أسباب غير المباشرة تمثلت في أزمة الحكم الملكي في العراق والتي تتلخص في طبيعة البنية التحتية التأسيسية للحكم الملكي والتي ولّدت تيارين متناقضين في الايدولوجية والمرجعية الوطنية والسلوك السياسي في مواقفهما تجاه ما كان يعصف العراق والمنطقة العربية من أحداث جسام كالحروب العالمية والمعاهدات مع الدول الكبرى والأحلاف التي كان الغرض منها جر المنطقة العربية إلى سياسة المحاور والاستقطاب الدوليين، واخر تلك الأحداث هو تأسيس الدولة اليهودية في فلسطين.

العوامل غير المباشرة لقيام ثورة تموز 1958
هنالك جملة من العوامل التاريخية التي تراكمت وتمخض عنها قيام حركة تموز 1958م. منها اجهاض ثورة رشيد عالي الكيلاني واخفاق الحكومات العربية في حرب فلسطين عام 1948م، ثم دخول حكومة نوري السعيد في سلسلة من المعاهدات وآخرها حلف بغداد التي كبلت العراق ببنود هيمنة جائرة على سيادته وموارده وقراره السياسي، وبعد بروز المد الوطني والقوميالعربي المعادي للهيمنة البريطانيةوالفرنسيةوالاميركية، والتأييد الجماهيري الكاسح لهذا المد الذي تزعمته القيادات الثورية الشابة في بعض بلدان الوطن العربي والتي كانت رائدتها حركة تموز 1952 في مصر، وتصاعد المد الجماهيري المؤيد للحركات الثورية الوطنية والقومية ليشمل دولا عديدة مثل الأردن الذي رفض الدخول في حلف بغداد، واضحت حكومةنوري السعيد ورقة محروقة متهمة بما سمي "بالعمالة " لبريطانيا.
ومن وجهة نظر الدول الغربية فان سلسلة المعاهدات مع العراق وبعض الدول العربية وآخرها حلف بغداد ما هي إلا صفقة استراتيجية الغرض منها هيمنة بريطانياوفرنسا ومن ثم لاحقاً أمريكا على المنطقة لدواعي استراتيجية أهمها الوقوف بوجه الإتحاد السوفيتي والسيطرة على منابع النفط واستيلاء الولايات المتحدة على أرث بريطانياوفرنسا على الاخص بعد حرب السويس أو ما سمي بالعدوان الثلاثي على مصر, ووقوف حكومة نوري السعيد بشكل معلن مع دول العدوان.

العوامل المباشرة المسببة لقيام حركة 14 تموز

يجمع المؤرخون على أن العوامل المباشرة للحركة كانت بسبب ردة الفعل الجماهيرية الغاضبة على احتلال بريطانياللعراق بعد إسقاط ثورة رشيد عالي الكيلاني عام 1941 م وإعدام الضباط الأحرار والوطنيين من الضباط المشاركين في الثورة، وكذلك من العوامل الأخرى، هزيمة الحكومات العربية في حرب فلسطين إبان حرب عام 1948 م، علاوة على جملة من العوامل الداخلية الأخرى كتردي الأحوال المعيشية والإجتماعية والتي يمكن إجمالها بالتالي:
مر الحكم الملكي بجملة من الاخفاقات أدى تراكمها إلى ظهوره بمظهر الحكم العاجز عن تلبية تطلعات الجماهير وتحقيق أهدافها وأن الحكم الملكي ظهر بمظهر النظام المرتبط بمصالح البريطانيين ضد مصالح الشعب. وهم يرون أن فرضيتهم هي من العوامل المسببة لقيام "الثورة". والتي يجملونها حسب التسلسل الزمني بالاتي:
1. الإعتقاد بالهيمنة البريطانية على السياسة والاحلاف ومعاهدات الانتداب، حيث يرى البعض أن هم بريطانيا هو الحاق العراق بالسياسة البريطانية وان يكون تابعا لها ومنفذا لاستراتيجياتها بواسطة ربطه بمعاهدة 1922 ثم معاهدة 1926، ثم معاهدة 1930 ومعاهدة 1948 ثم تلى ذلك حلف المعاهدة المركزية – السنتو المعروف بحلف بغداد والذي كان يضم العراق وإيران وتركيا وباكستان. وكان الشارع العراقي معبأً ضد الحلف والحكومة العراقية خصوصاً الخلاف بين مصر وسوريا من جهة والعراق من جهة أخرى، حول حلف بغداد، بسبب تعبئة إذاعات دمشق والقاهرة والتي كانت تهاجم الحكومة العراقية، وكان بعض العراقيين يرددون ما تذيعه دمشق والقاهرة من أفكار.
2. هيمنة الشركات الأجنبية على الاقتصاد بضمنها شركات النفط التي لعبت دوراً كبيراً في تقويض الاقتصاد العراقي لاسيما بعد ربط الاقتصاد العراقي بالكتلة الاسترلينية مما أدى إلى تضخم العملة العراقية وغلاء الاسعار.
أدى احتلال العراق من قبل بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية وإسقاط حكومة ثورة مايو 1941 بزعامة رشيد عالي الكيلاني، وما لقيه الضباط من التنكيل والإعدام، إلى ارتفاع درجة السخط بين صفوف الشعب الذي انعكس على ابنائه في القوات المسلحة.
حملات تقويض الجيش العراقي حيث تنبه الإنجليز إلى حالة السخط والغليان بين صفوف الشعب والجيش بشكل خاص بعد الضربة الموجعة بعد احتلال العراق ابان الحرب العالمية الثاني وإسقاط الثورة الشعبية التحررية التي قام بها رشيد عالي باشا عام 1941، وتنبهوا إلى ذلك فاشعروا السراي الحكومي بضرورة تقليص عدد وحدات الجيش العراقي، ونسريح اعداد كبيرة من ضباطه ومراتبه ونقل الضباط الاخرين إلى وحدات نائية، وأشغال أفراده بالتدريبات، طوال فصول العام. بدأت خلايا سرية من الضباط في العمل بين صفوف الجيش، ومحاولة التكتل لإنشاء تنظيم سري للضباط.
انعكست نتائج حرب 1948 على شكل احباط جماهيري عام، فالعراق الذي شارك بخيرة قطعاته في القتال وحقق انتصارات مهمة على الجبهة بقيادة الفريق راغب باشا الذي حقق انتصرات لامعة مطوقا تل ابيب واصبح على مشارف البحر إلا أن تدخل القائد البريطاني كلوب باشا الذي كان يرأس القيادة العامة للحرب لم يصدر الأوامر بالتقدم في ساحات القتال، حتى شاعت على الألسن باللهجة العراقية العامية "ماكو أوامر" ورجع الجيش العراقي من فلسطين بعد أن أعلنت الهدنة سنة 1949 وكان لهذه العودة أثرها السيئ في نفوس الشعب.
أدى نجاح حركة الضباط الأحرار في مصر، خلال "ثورة" 23 يوليو/ تموز 1952 التي ادت إلى تقويض النظام القائم في مصر، وثورة 1948 في اليمن ضد الحكم الملكي الامامي والتي قادها الضابط اليمني العراقي جمال جميل رغم إسقاطها بعد نجاحها واعلان الجمهورية ومقتل الامام، ادت إلى تشجيع الضباط العرب عموما والعراقيين بشكل خاص بالثورة على نظام الحكم.


وقع العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956 من قبل بريطانيا وفرنسا وإسرائيل بسبب تاميم مصرلقناة السويس، وقد شجبت الحكومة العراقية العدوان ومع قيام الاتحاد العربي – الجمهورية العربية المتحدة بدأ الشعور القومي لدى فئة من العراقيين بالظهور. وفي 14 فبراير1958 تم إعلان الاتحاد العربي الهاشمي بين العراق والأردن؛ فيما يراه البعض ردًّا على قيام الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسورية. وقابلت الأوساط القومية الاتحاد العربي بالاستنكار، واعتبرته مفرّقاً للصف العربي. داعين إلى الانضمام إلى الجمهورية العربية المتحدة بدل هذا المشروع الذي رؤوا فيه حلفا أكثر منه وحدة.

موقف الجيش العراقي كمؤسسة عقائدية وطنية

عرف الجيش العراقي بانه منظمة عسكرية ذات عقيدة وطنية يتملكه الحس العربي والانتماء للقضايا العربية والمصيرية.ذلك بسبب بنيته التاسيسية حيث، تاسس من مجموعة من الشخصيات الوطنية المعروفة بانتمائها العربي والتي سبق وان أما اسهمت في الثورة العربية الكبرى مع الشريف حسين أو اسهمت بشكل فاعل في الجمعيات السرية التي دعت إلى استقلال العراق وتحرر العرب من الاتراك العثمانيين. كانت اغلب عناصر الجيش العثماني من الضباط ذوي الرتب الرفيعة في الجيش العثماني أو القوة الخاصة العثمانية ذات الكفاءة والمهنية العالية المسمات الجيش الانكشاري، أي مايعرف اليوم بقوات الصاعقة أو الحرس الجمهوري أو الملكي، الخ. وبعد فرط عقد الدولة العثمانية انخرط معظم هؤلاء الضباط في الجيش العراقي وكانت لديهم مسبقا مواقف سياسية متأتية من مواقفهم في الثورة العربية الكبرى من جهة وبسبب اعتناقهم لإيديولوجيات الجمعيات الوطنية السرية التي كانت تدعوا للاستقلال والتحرر ووحدة ولايات الدولة العثمانية.
نظرًا لأن السياسة العراقية كانت تمالي بشكل أو اخر السياسة البريطانية، فكانت بعض الحكومات العراقية غير جادة أحيانا بتنمية الجيش وتقوية قدراته القتالية والتسليحية، وأججت وهذا العامل مشاعر ضباط الجيش خاصة أصحاب الرتب الصغيرة والمتوسطة الذين هم عماد الجيش ونواته الأساسية.اما العمل الفعلي لأحداث "الثورة" فقد بدأ داخل الجيش منذ عودته من حرب فلسطين الخاسرة لما رآه الضباط من عدم جدية القتال لدى الحكومة وضعف تسليح الجيش المرسل للقتال، وأن للجكام دورا في ضياع فلسطين.
تنظيم الضباط الوطنيين "أو الاحرار" ومحاولاتهم الانقلابية


قام نخبة من طلائع الضباط المستنيرين بتشكيل "تنظيم الضباط الوطنيين" الذي أسماه الاعلاميون لاحقا بتنظيم الضباط الاحرار أسوةً بتنظيم الضباط الاحرار في مصر وذلك في نهاية عام 1949م، وبعد الهدنة مع إسرائيل وانسحاب الجيش العراقي، وذلك برئاسة الرائد رفعت الحاج سري، والتي كانت تعد أول نواة لتنظيم عسكري داخل الجيش، ومع رفعت الحاج سري كان ذا رتبة متوسطة إلا أنه كان يتمتع باحترام كبير من الجميع لأخلاقه العالية وسلوكه القويم، وبعد سنة 1952م، عقب نجاح حركة تموز في مصر التي أعطت دفعا كبيرا للتنظيم تحول أسلوب عمل التنظيم إلى أسلوب الاجتماعات المنظم بدلا من اللقاءات السريعة والجلسات التي تميزت بالطابع الشخصي. وتوالى تشكيل عدد من الخلايا والتنظيمات في معسكرات وثكنات مختلفة استنادا للعامل الجغرافي والمكاني، ومن اشهرها خلية العقيد رجب عبد المجيد التي تشكلت في سبتمبر/ ايلول 1952م.
كانت الطبيعة الغالبة لتاسيس تلك التنظيمات هو الالتقاء الفكري والانتماء السياسي لضباط كل خلية من خلايا تلك التنظيمات، فمنها كان تجمعا لضباط ذوي ميول قومية وأخرى ذات ميول وطنية ليبرالية وأخرى شيوعية وأخرى إسلامية وغيرها من الخلايا التي أنضمت لاحقا، بين عامي 1956 و1957م، للتنظيم الأقدم والأكبر "تنظيم الضباط الوطنيين" ذو التوجهات الوطنية والوحدوية والذي كان يتزعمه رفعت الحاج سري ذو التوجه الإسلامي والذي أصبح عقيدا في ذلك الوقت. وكان يجمع كل تلك التيارات والشخصيات مبدأ معارضة الوضع القائم. أي ان بعضها كان يؤمن بتغيير النظام الملكي إلى جمهوري، واخر كان يؤمن بانقلاب كانقلاب بكر صدقي أو ثورة رشيد عالي الكيلاني أي تغيير سياسة وعقيدة الحكم دون المساس بشكل النظام.


العقيد رفعت الحاج سري الدين مؤسس تنظيم الضباط الوطنيين عام 1949

محاولات التنظيم الفاشلة لقلب النظام الملكي

حاول التنظيم القيام بعدة محاولات للانقلاب على الملك، ولكنها باءت جميعًا بالفشل ومنها :
1 ـ محاولة تنظيم الضباط الوطنيين سنة 1949م، أثناء الاحتفال بعودة بعض فرق الجيش من فلسطين ولكنها فشلت لعدم حضور الملك فيصل الثاني والمسؤلين الكبار في الدولة.
2 ـ محاولة العقيد رفعت الحاج سري في سنة 1950م.
3 ـ محاولة في 1950، ولكنها ألغيت لعدم حضور نوري السعيد رئيس الوزراء.
4 ـ محاولة في (11 ذي القعدة) سنة 1955م، وصفها المقدم عبد الغني الراوي بمنتهى الدقة والإحكام، ولكن قادة التنظيم رفضوها.
كشف التنظيم


تمتْ محاولات محدودة من قبل تنظيم الضباط الوطنيين للقيام بحركة لقلب نظام الحكم الملكي لعدم تيسر الفرصة السانحة. وبعد اجتماعات متلاحقة لقادة التنظيم أستغرقت سنتين، تم الاتفاق على أغتنام أي فرصة تسنح لإحدى القطعات العسكرية التي يسمح لها بالمرور في بغداد للقيام بالحركة. كما أتفقوا على أن مساندة القطعات عير المشاركة في حالة سماعها بالقيام بالحركة في حالة تعذر تبليغ القطعات جميعها ولدواعي أمنية.
تنبهت الحكومة لوجود هذا التنظيم في صيف عام 1956م، في منطقة الكاظمية حيث تسربت معلومات عن تحركات الجيش إلى مديرية الاستخبارات العسكرية الملكية، ومنها الكشف عن الاجتماع الذي شارك فيه العقيد رفعت الحاج سري، والعقيد الركن عبد الوهاب أمين، والمقدم إسماعيل العارف، والمقدم صالح عبد المجيد السامرائي. وبعد إجراء التحقيق معهم، تم تفريق هؤلاء الضباط وإبعادهم عن الوحدات ذات التأثير الفاعل فأخذوا يعدون العدة لتفكيكه في طريق نقلهم من أماكنهم إلى أماكن أخرى وتعيين بعضهم كملاحق عسكري بالسفارات بالخارج مما جعل قيادة التنظيم تنتقل من رفعت الحاج سري إلى الفريق نجيب الربيعي الذي انتخب رئيسا للتنظيم خلفا لسري وبعد نقله هو الأخر آلت إلى عبد الكريم قاسم، وينقسم هذا التنظيم لعدة خلايا لتسهيل الاوامر والعمليات. بعض التحليلات السياسية تشير إلى ان التقرير كان من قبل أحد الضباط المشاركين في التنظيم وتشير إلى عبد الكريم قاسم تحديدا).
الأردن يبرق باسرار خطيرة


مراسم توقيع بروتكول الاتحاد العربي الهاشمي بين الملكين فيصل الثاني والحسين بن طلال
وفي مطلع تموز وبعد قيام الاتحاد الهاشمي عام 1958 بين العراق والاردن طلب الملك حسين بن طلال العاهل الأردني، من الملك فيصل الثاني العاهل العراقي، إرسال قطعات عسكرية عراقية للمرابطة في الأردن. سافر بناء على ذلك رئيس الاركان الفريق رفيق عارف إلى عمان للتباحث مع نظراءه الأردنيين في التدابيراللازمة لتحرك هذه القطعات. وقابل الملك حسين وأخبره بحضور بهجت التلهوني رئيس الديوان الملكي الأردني بأن العراق قرر دعم الأردن بارسال قطعات فاعلة حيث اتفقا على بعض التفاصيل السوقية والتعبوية بهذا الصدد، الا انه لمح وبدبلوماسيته المعهودة بان لديه معلومات عن وجود تنظيم سري مشابه لتنظيم الضباط الاحرار في مصر، وقد أبدى الفريق رفيق عارف استغرابه نافيا تلك المعلومات، استدعى الملك حسين ضابطين أردنيين كانا في زيارة عسكرية للعراق واطلعا على الأوضاع الداخلية للجيش العراقي، وعادا بمعلومات تفصيلية عن وجود نشاطات للاعداد حركة عسكرية.

عاد الفريق رفيق عارف إلى بغداد في يوم 11 تموز مغتاظا من الإنذارات الأردنية بعد أن قال لرئيس الوزراء الأردني آنذاك السيد سمير الرفاعي وبحضور رئيس الاركان الأردني، انه لايجوز أن نصدق الاشاعات التي تريدنا أن نعتقل الف ضابط عراقي من أفضل ضباطنا وتقرر بعد ذلك تم إرسال اللواء العشرين بقيادة العقيد الركن عبد السلام عارف الذي يحوز على ثقة رئيس أركان الجيش يوم الرابع عشر من تموز إلى الأردن والذي اللواء الذي كان بأمرته قام بالحركة التي اطاحت بالنظام الملكي.
كما اكد الملك الحسين بن طلال ذلك للفريق غازي الداغستاني قائد الفرقة الثالثة والتي يفترض ان يتوجه أحد الويتها للاردن، بأنه توافرت لدى أجهزة الاستخبارات العسكرية الأردنية، معلومات تؤكد نية بعض الضباط القيام بانقلاب، وانه اتصل بابن عمه ملك العراق طالبا منه ان يبعث شخصا يثق به لاطلاعه على معلومات خطيرة، والتقى الملك برئيس اركان الجيش العراقي انذاك الفريق رفيق عارف في معسكر h 3، قرب الحدود الأردنية ـ العراقية، وسلمه قائمة بأسماء الضباط الذين يعتقد بانهم يعدون للانقلاب، ولكن رئيس اركان الجيش الفريق رفيق عارف فند جازما للملك حسين بوجود مثل تلك المزاعم، لسببين الأول ورد اسم العميد عبد الكريم قاسم وهذا مدعاة استغراب لانه من اخلص الضباط للعرش والحكومة حتى ان الكثير من الضباط يخشوه لعلاقة الولاء للحكمومة والعرش، اما السبب الثاني كما يقول رئيس اركان الجيش، بان اعداء المملكتين وعلى الاخص بعد اعلان الاتحاد الهاشمي هالهم الاتفاق الوحدوي بين المملكتين واخذوا يحيكون الدسائس لعرقلة الاتحاد، فعمدت تلك القوى إلى استخدام الطابور الخامس ليبث الاشاعات التي درجت على تلفيقها لغرض زعزعة استقرار الدولة الفتية. ويذكر الداغستاني بان الملك الأردني قد شعر بالاحباط من رد الفريق رفيق عارف وعدم اخذ معلومات غاية في الاهمية والسرية والخطورة على محمل الجد. لم يكتف الملك حسين بذلك بل بعث برئيس مخابراته انذاك محمد الكيلاني قبل اسبوعين من الحركة ليخطر الحكومة العراقية بقرب ساعة الصفر وتنفيذ الحركة العسكرية التي اعدتها مجموعة من الضباط المعروف عنهم الولاء للعرش ولنوري السعيد، ومع ذلك، لم يلتفت أحد إلى التحذير.
واضاف الفريق غازي الداغستاني "ان بغداد كانت تعج بالاشاعات، حتى ان نوري باشا استدعاه وسأله: "هل تصدق ان عبد الكريم قاسم يتآمر لإسقاطي؟"

وكان يقال عن قاسم "بأنه جاسوس لنوري السعيد في الجيش ويسميه الباشا تحببا كرومي"، وطلب نوري السعيد ملف عبد الكريم قاسم ولم يكتشف أي مؤشرات على استعداد لخيانة العرش والحكومة، ويذكر غازي الداغستاني بانه قد ابدى امتعاضه من مراجعة ملف عبد الكريم قاسم ذلك قائلا لنوري السعيد :
"ان عبد الكريم من الضباط المقربين الامعين المعروف بولائه للبلاط والحكومة ولايمكن التشكييك به لانه هو من يزودنا بالتحركات المشبوهة لبعض الضباط مما جعلنا نضعهم تحت سيطرتنا.. جناب الباشا انت ادرى.. بان الوضع الداخلي لايتحمل أحداث أي بلبلة داخل الجيش بسبب الضروف التي سببها الهجوم البريطاني على مصر وبمعاونة من فرنسا وإسرائيل..الموضوع اجج المشاعر منذ دخول إسرائيل في الهجوم.. لاادري الإنجليز كيف يفكرون.. الحكومة المصرية تكسب التاييد لانها تنفذ سياسة مرغوبة من الناس المصريين وباقي البلاد العربية..


واكمل نوري السعيد قائلا:"هاذي الوحدة الآن تلاقي تاييد كبير من الشباب تذكرهم بايام زمان ومطالب العرب وجلالة الشريف حسين المعظم..كلنا مع الوحدة اكيد ونحن لدينا وحدة أيضا الوضعية حساسة، ولكن الحكومة المصرية العسكرية مندفعة وليس لديها خبرة مع الإنجليز تصرفوا بتهور بموضوع التاميم وجابلهم بلاء الحرب.. اجج الغرب ضدهم عاداهم.. ماكو داعي..الغرب مهتم بالشيوعية وانتشارها اللي ديهدد العالم الحر والعراق أحد اعضائه المهمين.. شوف لذلك أي اعتقالات أو ضربة داخل الجيش نقوم بها رد فعلها سيكون لطالح أي عناصر طائشة التي تريد ان تعمل شيء".
وقد اتفقا، نوري السعيد وغازي الداغستاني على اعتبارالموضوع مجرد اشاعات.
قادة الحكم الملكي أو الثلاثة الكبار

كان في الواجهة السياسية والاعلاميه للنظام الملكي عند قيام الحركة كل من الشخصيات السياسية التالية والتي كان يطلق عليها اسم الثلاثة الكبار وهم:
قادة الحركة واللمسات الأخيرة للخطة


بدأ عبد الكريم قاسم حياته العسكرية ضابطاً برتبة ملازم ثاني ونقل للكلية العسكرية عام 1938 وفي عام 1941 تخرج من كلية الأركان العسكرية وشارك في عام 1948 بالحرب الفلسطينية الأولى وفي عام 1955 وصل قاسم إلى رتبة مقدم ركن، وبعد أن أصبح عقيدا تم نقله امراًً للواء المشاة 20. كان ينتمي إلى طبقة فقيرة وقد توفي والده وهو صغير في السن وله علاقته بعبد السلام عارف وبعض الشيوعيين الذين تعرف عليهم عن طريق ابن خالته فاضل المهداوي، كل تلك العوامل اثرت على نشأته ومن ثم على مواقفه. الا انه عرف بمهنيته العسكرية العالية وطنيته.
اما عبد السلام عارف فقد بدا حياته المهنية عند التحاقه بالكلية العسكرية عام 1938والتي تخرج فيها عام 1941 برتبة ملازم ثان. انظم إلى ثوار ثورة مايو/ مايس 1941 بقيادة رشيد عالي الكيلاني باشا رئيس الوزراء، نقل إلى البصرة بعد الاطاحة بحكومة الثورة حتى عام 1944. اختير عام 1946 مدربا في الكلية العسكرية. حصل على رتبة ركن عام 1947. اشترك في حرب فلسطين الأولى عام 1948. عند عودته من حرب فلسطين أصبح عضواً في القيادة العامة للقوات المسلحة. نقل عام 1950 إلى دائرة التدريب والمناورات.عام 1951، التحق بدورة القطعات العسكرية البريطانية في دسلدورف بألمانيا الغربية للتدريب ثم نقل بمنصب مدرب أقدم فيها كضابط ارتباط مع الملحقية العسكرية للدورات التدريبية حتى عام 1956. عند عودته من ألمانيا نقل إلى اللواء التاسع عشر عام 1956. بُلّغ بالسفر إلى المفرق ليكون على اهبة الاستعداد لإسناد القطعات الاردنيه إمام التهديدات الإسرائيلة التي كانت سبباً في الاطاحة بالنظام الملكي عام 1958. انظم إلى " تنظيم الضباط الوطنيين " عام 1957 ودعا إلى خليته الزعيم العميد عبد الكريم قاسم، وكان عارف من المساهمين الفاعلين في التحضير والقيام بحركة 14 1958 حيث أوكلت إليه تنفيذ ثلاثة عمليات صبيحة الحركة ادت إلى سقوط النظام الملكي.
عرف عبد السلام عارف بقوة ارادته وشجاعته وعمق مبادئه وحبه للتيار العروبي على الرغم من تسرعه في بعض المواقف في مستهل حياته السياسية والتي تلافاها عندما أصبح رئيسا للجمهورية، ويعود ذلك لأسباب تتعلق بانتمائه لعائلة متحدرة من منطقة قبلية من خان ضاري إحدى ضواحي الفلوجة وكان جده شيخ عشيرة الجُميللات وخاله الشيخ ضاري أحد قادة ثورة العشرين ضد الاحتلال البريطاني بعد الحرب العالمية الأولى.
تمتد علاقة الصداقة والود بين العميد عبد الكريم قاسم والعقيد الركن عبد السلام عارف إلى عام 1938 حيث التقى عبد السلام عارف بعبد الكريم قاسم في الكلية العسكرية. وبعد أن تخرج عبد السلام من الكلية العسكرية التقى بعبد الكريم قاسم في البصرة في إحدى القطعات العسكرية بعد نقل عارف بسبب اشتراكه بثورة رشيد عالي الكيلاني باشا عام 1941، وأثناء اللقاءات التي كانت تجمعهما كانا يتداولان موضوعات الساعة يومذاك من سوء الأوضاع التي يعيشها المواطن العراقي من جراء سياسة نوري السعيد باشا رئيس الوزراء والامير عبد الاله الوصي على العرش، وخضوعهما للسياسة البريطانية في العراق كما التقيا مرة أخرى في كركوك في عام 1947 وجمعتهما مرة أخرى الحياة العسكرية فالتقيا في الحرب الفلسطينية 1948 حيث ارسل قاسم إلى مدينة كفر قاسم وارسل عارف إلى مدينة جنين وهما قريبتان الواحدة عن الأخرى فكانت تتم بينهما اللقاءات المستمرة واستمرت علاقتهما حتى عام 1951 حيث فارق عبد السلام عارف رفيق سلاحه لمدة خمس سنوات حيث التحق في ذلك العام بالدورة التدريبية الخاصة بالقطعات العسكرية البريطانية التي كانت موجودة في مدينة دوسلدورف الألمانية الغربية واستمر في الخدمة هناك ضابطاً في الملحقية العسكرية حتى عام 1956.
بعد عودة عارف للعراق نقل إلى اللواء العشرين عام 1956 حيث انتمى إلى تنظيم الضباط الوطنيين وبعد عام على انتمائه التقيا ثانيةً عام 1957 حين فاتح العقيد عبد السلام عارف قيادة التنظيم لضم زميله العميد عبد الكريم قاسم للتنظيم الذي تردد التنظيم بضمه للتنظيم باديء الامر وبعد انضمام قاسم وبعد تغيب الفريق نجيب الربيعي عن اجتماعات التنظيم لأسباب تتعلق بالتحاقة لوحداته في أماكن مختلفة تم اختيارا الضابط الأعلى رتبةً حسب السياقات العسكرية العميد ناجي طالب للرئاسة المؤقتة للتنظيم لحين عودة الفريق نجيب الربيعي الاان تدخل العضو الفاعل في التنظيم العقيد عبد السلام عارف حال دون ذلك حيث طلب ترشيح زميله العميد عبد الكريم قاسم مبرراً إمكانيتهما بالعمل المشترك للقيام بالثورة كونهما يعملان في موقع عسكري استراتيجي قرب بغداد ومع وجود كتائب مدفعية ودروع ومشاة وأسلحة وصنوف ساندة أخرى وختم قوله مبتسماً لا زعيم الا كريم، الامر الذي أدى احراج المجتمعين مما أدى إلى موافقتهم على مقترحه.
che Guevara
25 - ايلول - 2010


أينما وجد الظلم فذاك هو وطني

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ثورة 14 تموز الخالدة - ج 2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ثورة 14 تموز الخالدة - ج 1
» ثورة 14 تموز الخالدة ج 3
» القصيدة الخالدة ( عينية الجواهري ) تلك التي كتبت حول ضريح الحسين عليه السلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات روضات الجنات :: قسم التأريخ :: منتدى التأريخ العام-
انتقل الى: