منتديات روضات الجنات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات روضات الجنات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نقض شبهه اتهام عائشه بالزنا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المجد للعراق




المساهمات : 65
تاريخ التسجيل : 30/08/2010

نقض شبهه اتهام عائشه بالزنا Empty
مُساهمةموضوع: نقض شبهه اتهام عائشه بالزنا   نقض شبهه اتهام عائشه بالزنا Emptyالأربعاء أكتوبر 13, 2010 5:53 am

queen




نقض شبهه اتهام عائشه بالزنا


بسم الله الرحمن الرحيم

أقول : كثُر الكلام مؤخراً عن اتهام الشيعة بقذف عائشة زوجة النبي(ص) , و استدلوا لهذه التهمة بأدلة واهية للتشنيع بمذهب الإمامية و إلصاق التهمة فيه , لذا ارتأينا أن نطرح موضوعاًَ نعالج فيه شبهات هؤلاء بشكل ملخص حتى يتم تأصيل الرد على هذه الشبهة التي طالما تشدّق بها الوهابية و بعض المنحرفين من الإمامية .

و بحثنا إن شاء الله على محاور, كالتالي :

المحور الأول : في بيان الأدلة المُنزّهة لزوجات الأنبياء من الزنا و الرذيلة.

المحور الثاني : في الآيات المُستدل بها على وقوع الزنا من زوجات الأنبياء و جوابها .

المحور الثالث : في نقض الأدلة المُستدل بها على طلاق عائشة.

المحور الرابع : في بيان ضعف الأدلة المُستدل بها على زنا عائشة و جوابها.

يتبع إن شاء الله...

اللهم صلي على محمد و آل محمد...









و بحثنا إن شاء الله على محاور, كالتالي :

المحور الأول : في بيان الأدلة المُنزّهة لزوجات الأنبياء من الزنا و الرذيلة.


أما الزنا بالنسبة لزوجات الانبياء و هم تحت عصمة الانبياء فهو أمر لا يقول به المسلمين قاطبة أما الرذيلة فمصطلح الرذيلة يعطي عدة معاني و هي ( اصطلاحاً: هيئة نفسانية تصدر عنها الأفعال القبيحة في سهولة ويسر، وقيل: هي ميل مكتسب من تكرار أفعال يأباها القانون الأخلاقي والضمير، فهي عادة فعل الشر، أو هي عادة سيئة تميل إلى الجبن والتردد والإفراط والكذب والشح.
أجناسها: إذا كانت أصول الفضائل أربعة هي: الشجاعة، والعدل، والسخاء، والعفة - كما ذكرها مسكويه – فإن كل فضيلة منها هي وسط بين رذيلتين، إذاً يمكننا بناء على ذلك أن نحدد عدد أجناس الرذائل بأنها ثمانية هي أطراف الفضائل الكبرى . )

و اعتقد ان زوجة النبي نوح "ع" و زوجة النبي لوط "ع" كانتا ممن اتصفتا بالصفات الرذيلة و كتاب الله العزيز يشهد على ذلك , و إذا أردت المعنى التفصيلي للرذيلة فسوف نزودكم به ...









بسم الله الرحمن الرحيم
المحور الأول : في بيان الأدلة المُنزهة لزوجات الأنبياء من الزنا والرذيلة .

الدليل العقلي :

قالوا : تسرب الفحشاء إلى أهل النبي ينفر القلوب عنه , فمن الواجب أن يطهر الله سبحانه ساحة أزواج الانبياء عن لوث الزنا والفحشاء ., وإلا لغت الدعوة وتثبت بهذه الحجة العقلية عفتهن واقعاً لا ظاهراً .

الدليل النقلي :

قوله تعالى في سورة النورالتي نزلت في براءة إحدى زوجات النبي(ص) :

[الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ۖوَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ۚأُولَٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّايَقُولُونَۖ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26)]سورة النور.

أقول :ذُكر لتفسير هذه الآية عدة آراء نذكرها إجمالاً:

قال الشيخ الطوسي رحمه الله :

[قيل في معنى الآية أربعة اقوال:

احدها - قال ابن عباس ومجاهد والحسن والضحاك: معناه (الخبيثات) من الكلم (للخبيثين) من الرجال أي صادرة منهم.

الثاني - في رواية أخرى عن ابن عباس: أن (الخبيثات) من السيآت (للخبيثين) من الرجال، والطيبات من الحسنات للطيبين من الرجال.

الثالث - قال ابن زيد: (الخبيثات) من النساء (للخبيثين) من الرجال، كأنه ذهب إلى اجتماعها للمشاكلة بينهما.

والرابع - قال الجبائي: (الخبيثات) من النساء الزواني (للخبيثين) من الرجال الزناة، على التعبد الاول ثم نسخ، وقيل الخبيثات من الكلم إنما تلزم الخبيثين من الرجال وتليق بهم. والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات عكس ذلك على السواء في الاقوال الاربعة.

والخبيث الفاسد الذي يتزايد في الفساد تزايد النامي في النبات، ونقضيه الطيب.

والحرام كله خبيث. والحلال كله طيب.

وقوله " أولئك مبرؤن مما يقولون " قال مجاهد معناه: الطيبون من الرجال مبرؤن من خبيثات القول، يغفرها الله لهم. ومن كان طيبا، فهو مبرؤ من كل قبيح.]. راجع تفسير التبيان ج7ص424.



أقول : والرأي الرابع هو الصحيح في تفسير الآية الكريمة , بحيث أن معنى الخبيثات للخبيثين بمعنى الزانيات للزناة , و معنى الطيبات للطيبين بمعنى أن الغير زانيات لغير الزناة , و هذا التفسير هوالصحيح و المعتمد لعدة قرائن :

القرينةالأولى : أن سياق الآية واقع في سورةالتحريم التي كانت بصدد رد شبهة زنا إحدى زوجات النبي (ص), فلزم من ذلك أن معنى الخبث و الطيب هو الزنا و عدم الزنا.

القرينة الثانية : أن ذيل الآية يدلل على أن ذلك , حيث قال الله بتكملة الآية :[ أولئك مبرءون مما يقولون] أي أن الطيبين والطيبات مبرءون من تهمة الزنا , و لا معنى للبراءة غير ذلك يمكن استظهاره .

القرنية الثالثة : أن كل المعاني الثلاثة الأولى غير صحيحة و يمكن نقضها بالاستدلال بأن زوجتي نوح و لوط كانتا خبيثتين بالكلم و العقيدة , فلا يصح أن يجمع الله بينهم و بين الطيبين و هم الأنبياء , فلا تصح كل هذه المعاني الثلاثة الأولى , فيبقى المعنى الرابع و الأخير هو الصحيح و هو أن الخبث و الطيب بالآية هو الزنا وعدم الزنا.

وجه الاستدلال بالآية على براءة زوجات الأنبياء :

بما أن الأنبياء طيبون لا يزنون , فلزم من ذلك[وفق الرأي الرابع لتفسير الآية] أن تكون زوجاتهم طيّبات لا يزنين !

يتبع إنشاء الله وقت لاحق ...

اللهم صلّ على محمد و آل محمد...










بسم الله الرحمن الرحيم

المحور الثاني : في الآيات المُستدل بها على وقوع الزنا من زوجات الأنبياء و جوابها .

أقول : استدل البعض ببعض الآيات لإثبات زنا زوجات الأنبياء ,فلنذكر هذه الآيات مع جوابها :

1- قال تعالى :[ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10)]سورة التحريم.

فقال بعضهم : أن معنى فخانتاهما في الآية الكريمة هو الزنا , و استدلوا بما رواه محمد بن يعقوب الكليني رضوان الله عليه ,حيث قال :

[علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن رجل، عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام ....إلى أن قال ...قد كان رسول الله صلى الله عليه وآله تزوج وقد كان من أمر امرأة نوح وامرأة لوط ما قد كان، إنهما قد كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين، فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وآله ليس في ذلك بمنزلتي إنما هي تحت يده وهي مقرة بحكمه، مقرة بدينه قال: فقال لي: ما ترى من الخيانة في قول الله عزوجل " فخانتاهما " ما يعني بذلك إلا الفاحشة ]. راجع أصول الكافي ج2ص402.



الجواب :

أقول :

1- بالنسبة لإسناد الرواية : إسناد مرسل أو مجهول , حيث أن في سلسلة السند عبارة [ عن رجل] , و هذا الرجل مجهول الحال , فالإسناد ضعيف .

لذلك قال العلامة المجسلي رضوان الله عليه معلقاً على إسناد الحديث :[ مرسل]. راجع مرآة العقول ج11ص192.



2- بالنسبة للمتن :

أقول : ليس بالضرورة أن تكون الفاحشة هي الزنا فقط ,فالفاحشة هو الأمر شديد النكارة مثل الخروج بالسيف و النشوز و ما أشبه ذلك .

قال محقق الكتاب معلقاً على كلمة الفاحشة :

[أى الشرك والكفرأوالذنب العظيم]. راجع راجع أصول الكافي ج2ص402.


قال العلامة محمد جعفر شمس الدين معلقاً على الخبر :

[المراد بالفاحشة هنا – بمقتضى مناسبات الحكم و الموضوع و هو عائشة و حفصه – المخالفة و الشقاق] . راجع هامش أصول الكافي ج2 ص384 تحقيق محمد جعفر شمس الدين ط دار أهل الذكر.

قال المازندراني رضوان الله عليه في شرح الخبر :

[وخيانة المرأتين ليست هي الفجور وإنما هي نفاقهما وابطانهما الكفر وتظاهرهما على الرسول, فامرأة نوح قالت لقومه أنه مجنون وامرأة لوط دلت قومه على ضيفاه ، وليس المراد بالخيانة البغى والزنا إذ ما زنت امرأة نبي قط ، وذلك هو المراد بقوله ( عليه السلام ) : ( ما ترى من الخيانة في قول الله عز وجل ( فخانتاهما ) ما يعني بذلك إلا الفاحشة ) هي كلما يشتد قبحه من الذنوب والمعاصي والمراد بها هنا النفاق والمخالفة والكفر، وفيه رد لقول زرارة وهي مقرة بحكمه مقرة بدينه إذ علاقةا لزوجية لا تستلزم ذلك وقوله ( عليه السلام ) .]. راجع شرح أصول الكافي ج10ص107.



قال العلامة المجلسي في شرحه للخبر :

[أي بعائشة و حفصة مع أنهما فعلتا ما فعلتا من إيذائه صلى الله عليه و آله و سلم و الخيانة معه و إفشاء سره و ما ظهر له من نفاقهما كما ذكره الله تعالى في القرآن، و مثل حالهما بحال امرأة نوح و امرأة لوط في أنهما بالنفاق و استبطان الكفرو عدم الإخلاص كفرتا و خرجتا من الإيمان فلم يغن نوح و لوط عنهما من عذاب الله شيئا من الإغناء بحق الزواج حتى يقال لهما عند الموت أو في القيامة: أدخلا النار مع سائر الداخلين من الكفرة الذين لا وصلة بينهم و بين الأنبياء.

و ذكر امرأة نوح وامرأة لوط

(3) يحتمل وجهين: أحدهما الاستدلال بفعل النبيين على الجواز، و فيه أن شريعة من قبلنا ليست بحجة علينا، و الثاني الاستدلال على نفاق امرأتي الرسول صلى الله عليه و آله و سلم وكفرهما بالتمثيل المذكور في الآية و هو أظهر، فالمعنى أن الله مثل حالهما بحال المرأتين و خيانتهما بخيانتهما، و خيانة امرأتي الرسولين لم تكن فجورا بل إنما كانت نفاقهما و إبطانهما الكفر و تظاهرهما على الرسولين و لذا خلدتا في النار و لم ينفعهما شفاعة الرسولين على الله تعالى، و قد قال المفسرون‏

مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏11، ص: 194

امرأة نوح قالت لقومه إنه مجنون، و امرأة لوط دلت قومه على ضيفاه ، و لما كانت المرأتان مع نفاقهما تحت الرسول صلى الله عليه و آله و سلم لإظهارهما الإسلام فيجوز نكاح المخالفات لذلك، و قوله عليه السلام: إنهما قد كانتا، نقل للآية بالمعنى.

قوله عليه السلام: ما يعني بذلك إلاالفاحشة،

(1) يحتمل وجهين: الأول أن يكون استفهاما إنكاري افالمراد بالفاحشة الزنا كما هو الشائع في استعمالها، والثاني أن يكون نفيا و يكون المراد بالفاحشة الذنب العظيم و هو الشرك و الكفر، كما قال المفسرون في قوله تعالى:" وَ إِذافَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا وَ اللَّهُ أَمَرَنا بِها"و هو أظهر و فيه رد لقول زرارة و هي مقرة بحكمه و دينه إذ علاقة الزوجية لا تستلزم ذلك، لظهور الفاحشة منهما.]. راجع مرآة العقول ج11ص193- ص194.


خلاصة القول : أن الإسناد ضعيف , و معنى الفاحشة فيها هو الذنب العظيم كالنشوز و النفاق و ليس الزنا .

و نذكر لهم في تفسير الآية مايلي :

1- قال العلامة الطبطبائي رضوان الله عليه في تفسيرالآية :

[قوله تعالى: " ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما " الخ، قال الراغب: الخيانة والنفاق واحد إلا أن الخيانة تقال اعتبارا بالعهد والامانة، والنفاق يقال اعتبارا بالدين ثم يتداخلان








تكمله المحور الثاني
--------------------------------

فالخيانة مخالفة الحق بنقض العهد في السر ونقيض الخيانة الامانة، يقال: خنت فلانا وخنت أمانة فلان.]. راجع تفسير الميزان ج19ص343.
2-قال شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي رضوان الله عليه :

[وقوله (ضرب الله مثلا للذين كفرواامرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين) قالابن عباس: كانت امرأة نوح وأمرأة لوط منافقتين (فخانتاهما)

قال ابن عباس: كانت امرأة نوح كافرة، تقول للناس انه مجنون ، وكانت امرأة لوط تدل على أضيافه،فكان ذلك خيانتهما لهما، وما زنت امرأة نبي قط، لما في ذلك من التنفير عن الرسول وإلحاق الوصمة به، فمن نسب أحدا من زوجات النبي إلى الزنا، فقد أخطأ خطاء عظيما، وليس ذلك قولا لمحصل. ثم قال ( فلم يغنيا عنهما، أي لم يغن نوح ولوط عن المرأتين (من الله شيئا) أي لم ينجياهما من عقاب الله وعذابه (وقيل) لهما يوم القيامة (ادخلا النار مع الداخلين منالكفار.]. راجع تفسير التبيان ج10ص52.

3-قال الملا فيض الكاشاني رضوان الله عليه:

[ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط كانتا تحت عبدين من عباد نا صالحين فخانتاهما بالنفاق والتظاهرعلى الرسولين مثل الله حال الكفار والمنافقين في أنهم يعاقبون بكفرهم ونفاقهم ولا يجابون بمابينهم وبين النبي

( 198 )

صلى الله عليه وآله والمؤمنين من النسبة والوصلة بحال إمرأة نوح وإمرأة لوط وفيه تعريض بعائشة وحفصة في خيانتهما رسول الله صلى الله عليه وآله بإفشاء سره ونفاقهما إياه وتظاهرهما عليه كما فعلت إمرأتا الرسولين فلم يغنيا عنهما من الله شيئا فلن يغن الرسولان عنهما بحق الزواج اغناء ماوقيل لهما عند موتهما أو يوم القيامة ادخلا النار مع الداخلين الذين لا وصلة بينهم وبين الانبياء .]. راجع تفسير الصافي ج5ص197-ص198.

4- قال مكارم الشيرازي رضوان الله عليه :

[وعلى أيّة حال فإنّ هاتين المرأتين خانتا نبيّين عظيمين من أنبياء الله. والخيانة هنا لا تعني الإنحراف عن جادّة العفّة والنجابة، لأنّهما زوجتا نبيّين ولا يمكن أن تخون زوجة نبي بهذا المعنى للخيانة،فقد جاء عن الرّسول(صلى الله عليه وآله وسلم): «ما بغت امرأة نبي قطّ».

كانت خيانة زوجة لوط هي أن أفشت أسرار هذاالنبي العظيم إلى أعدائه، وكذلك كانت زوجة نوح (عليهالسلام).

وذهب الراغب في «المفردات» إلى أنّ للخيانة والنفاق معنىً واحداً وحقيقة واحدة، ولكن الخيانة تأتي في مقابل العهد والأمانة، والنفاق يأتي في الاُمور الدينية وما تقدّم من سبب النزول ومشابهته لقصّة هاتين المرأتين

ب كون المقصود من الخيانة هنا هو نفس هذا المعنى.]. راجع تفسير الأمثل ج18 \ تفسير سورة التحريم \ نماذج من النساء المؤمنات والكافرات.


5- قال السيد المرتضى رضوان الله عليه :

[ولان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يجب أن ينزهوا عن مثل هذه الحال لانها تعر وتشين وتغض من القدر وقد جنب الله تعالى أنبيائه عليهم الصلاة والسلام ماهو دون ذلك تعظيما لهم وتوقيرا ونفيا لكل ما ينفر عن القبول منهم وقد حمل ابن عباس ظهور ما ذكرناه من الدلالة على ان تأول قوله تعالى في امرأة نوح وامرأة لوط فخانتاهما على ان الخيانة لم تكن منهما بالزنا بل كانت احداهما تخبر الناس بانه مجنون والاخرى تدل على الأضياف]. راجع أمالي المرتضى ج2ص145.

6- قال العلامة المجلسي رضوان الله عليه :

[" فخانتاهما " قال ابن عباس : كانت امرأة نوح كافرة تقول للناس : إنه مجنون وإذاآمن بنوح أحد أخبرت الجبابرة من قوم نوح به ، وكان أمرأة لوط تدل على أضيافه وكانذلك خيانتهما لهما ، وما بغت امرأة نبي قط وإنما كانت خيانتهما في الدين، وقال السدي : كانت خيانتهما أنهما كانتا كافرتين ، وقيل : كانتا منافقتين ، وقال الضحاك : خيانتهما النميمة إذا أوحىالله إليهما أفشتاه إلى المشركين]. راجع بحار الأنوارج11ص308.



أقول : وهناك كلمات أخرى لعلماء الشيعة في تفسير معنى الخيانة بالآية الكريمة لم نذكرها منعاً للإطالة , فتقرر مما سبق أن الخيانة هي خيانة دينية و ليست خيانة فراش [ زنا] .

2- قال تعالى ::[يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ] سورة الأحزاب آية[30].

فقال بعضهم : أن الآية الكريمة تدل على إمكانية وقوع الفاحشة الزنا من زوجات النبي (ص) .

الجواب :

أقول : أشار أهل التفسير من الشيعة بأن معنى الفاحشة هو الفعلة القبيحة كالنشوز الإيذاء و الافتراء و الخروج بالسيف إلى غير ذلك من الأمورالفاحشة, و سياق الآيات يدلل على هذا المعنى و أسباب النزول كذلك , حيث إن الآيات تتكلم عن نشوز زوجتا نوح و لوط , فالفاحشة هنا ليس كما يتصوره المرضى و المعقدين جنسياً أنه زنا , بل هو الأفعال الفاحشة الشنيعة مثل النشوز والإيذاء.

قال السيد الطبطبائي رضوان الله عليه في تفسير الآية الكريمة :

[فقوله: (من يأت منكن بفاحشة مبينة) الفاحشة الفعلة البالغة في الشناعة والقبح وهىالكبيرة كايذاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والافتراء والغيبة وغير ذلك،والمبينة هي الظاهرة.]. راجع تفسير الميزان ج17ص307.

قال الملا فيض الكاشاني رضوان الله عليه :

[يانساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينةظاهر قبحهايضاعف لها العذابضعفين ضعفي عذاب غيرهن أي مثليه لأن الذنب منهن أقبح وقرء يضعف بتشديد العين وبالنون ونصب العذاب وكان ذلك على الله يسيرا لا يمنعه عن التضعيف كونهن نساء النبي وكيف وهو سببه.
القمي عن الصادق عليه السلام قال الفاحشة الخروج بالسيف.]. راجع تفسير الصافي ج4ص186.

ذكرفي تفسير نورالثقلين :

[في تفسير على بن إبراهيم حدثنا محمد بن احمد قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن غالب عن عبدالرحمان بن أبي نجران عن حماد عن حريز قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: يانساءالنبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين قال: الفاحشة الخروج بالسيف.].راجع تفسير نور الثقلين ج4 في تفسير سورة الأحزاب حديث رقم:[57].


أقول : وإسناد هذه الرواية قويّ !

فتبيّن مما سبق من الأحاديث المعتبرة المروية عن الأئمة الصادقين و من تفاسير العلماء أن معنى الفاحشة المبينة هو الأمر الفاحش السيئ مثل الخروج بالسيف و ما أشببه من الأمر الذي يستفحشه الشارع الحكيم , و ليس كما يتصوّر أهل الظنون و الأمراض الجنسية !

أما بالنسبة لبعض تفاسير أهل الخلاف التي قالت بأن معنى الفاحشة المبينة هو الزنا , فهذا الرأي مرفوض لا يستند إلى قول معصوم و هو معارض للصحيح من مذهبنا

الخلاصة : إن الاستدلال بالآية على إمكانية وقوع الزنا من عائشة مردود , و إن سلمنا تجاوزاً بأن معنى الفاحشة هوالزنا , فلم يصح الدليل أن هذا الأمر وقع من عائشة .

يتبع إن شاء الله ...

اللهم صلّ على محمد و آل محمد...



بسم الله الرحمن الرحيم
المحور الثالث : في نقض الأدلة المُستدل بها على طلاق عائشة.

أقول : حاول البعض أن يبرر اتهامه لعائشة بالزنا بقوله إننا لو اتهمنا عائشة بالزنا فذلك لا يطعن في شرف النبي(ص) لأن عائشة طليقة النبي(ص) , حيث أن النبي(ص) أوكل للإمام علي(ع) أمر زوجاته من بعده , فأيتهن عصت بعد وفاة النبي(ص) , فلعلي(ع) الحق في طلاقها .

واستدلوا لذلك برواية سعد بن عبدالله بن أبي خلف الأشعري القمي رضوان الله عليه.

و هذه الرواية رواها بالأصل الشيخ الصدوق في كمال الدين و تمام النعمة و الطبري الشيعي في دلائل الإمامة و خرّجها عنهم الطبرسي في الاحتجاج مرسلة و المجلسي في البحار أيضاً مرسلة و غيرهم .

و لنرى هذه الروايات معاً ومدى حجيتها في مقام التحقيق العلمي :

1- رواية الصدوق رضوان الله عليه :

أقول: فقد روى الشيخ الصدوق رضوان الله عليه هذه الرواية بإسناده حيث قال :[حدثنا محمد بن علي بن محمد بن حاتم النوفلي المعروف بالكرماني قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن عيسى الوشاء البغدادي قال : حدثنا أحمدبن طاهرالقمي قال : حدثنا محمد بن بحر بن سهل الشيباني قال : حدثنا أحمد بن مسرور، عن سعد بن عبد الله القمي قال- ثم ساق الحديث ]. راجع كمال الدين و تمام النعمة ج2ص454 باب ذكر من شاهد القائم(ع) ورأه.

أقول : و قد ساق الصدوق الحديث بطوله , و لكن نستقطع منه محل الشاهد , حيث قال :[ فقلت له : مولانا وابن مولانا إنا روينا عنكم أن رسول الله صلى الله عليه وآله جعل طلاق نسائه بيد أميرالمؤمنين عليه السلام حتى أرسل يوم الجمل إلى عائشة : إنك قد أرهجت علىالاسلام وأهله بفتنتك ، وأوردت بنيك حياض الهلاك بجهلك ، فإن كففت عنى غربك وإلاطلقتك ، ونساء رسول الله صلى الله عليه وآله قد كان طلاقهن وفاته ،قال : ما الطلاق ؟ قلت : تخلية السبيل ،قال : فإذا كان طلاقهن وفاة رسول الله صلى الله عليه واله قد خليت لهن السبيل فلم لا يحل لهن الازواج ؟ قلت : لان الله تبارك وتعالى حرم الازواج عليهن ، قال : كيف وقد خلى الموت سبيلهن ؟ قلت : فأخبرني يا ابن مولاي عن معنى الطلاق الذي فوض رسول الله صلى الله عليه واله حكمه إلى أميرالمؤمنين عليه السلام ، قال : إن الله تقدس اسمه عظم شأن نساء النبي صلى الله عليه واله فخصهن بشرف الامهات ، فقال رسول الله : ياأبا الحسن إن هذا الشرف باق لهن مادمن الله على الطاعة ، فأيتهن عصت الله بعدي بالخروج عليك فأطلق لها في الازواج وأسقطها من شرف امومة المؤمنين.
قلت : فأخبرني عن الفاحشة المبينة التي إذا أتت المرأة بها في عدتها حل للزوج أن يخرجها من بيته ؟قال : الفاحشة المبينة هي السحق دون الزنا فإن المرأة إذازنت وأقيم عليها الحد ليس لمن أرادها أن يمتنع بعد ذلك من التزوج بها لاجل الحد وإذا سحقت وجب عليها الرجم والرجم خزي ومن قد أمر الله برجمه فقد أخزاه ، ومن أخزاه فقد أبعده ،ومن أبعده فليس لاحد أن يقربه ...إلخ الحديث] راجع نفس المصدرالسابق.

أقول :

1- بالنسبة لدلالة الحديث : فهو دال بصراحة أن معنى الطلاق الموكل للإمام علي(ع) هوإسقاط شرف أمومةالمؤمنين , و لكن يبقى حرمة الزواج منهن كما صرحت الرواية!

و الدلالة الأخرى للرواية :أن الفاحشة المبينة ليس الزنا , إنما هوالسحاق .

و لا تعارض بين رواية الإمام الصادق أن الفاحشة هي الخروج بالسيف و بين هذه الرواية القائلة بأن الفاحشة هي السحاق دون الزنا , فيمكننا الجمع بين الروايتين , فنقول : إن الفاحشة كل أمر شديد النكارة عظيم الذنب دون الزنا لاستحالاته على زوجات الأنبياء للأدلة التي ذكرناها.

2- بالنسبة لإسناد الحديث : فهو في غاية السقوط و الضعف , لأن كل سلسلة الإسناد إلى سعد بن عبدالله القمي لم يوثقوا , لذلك قال محقق الكتاب في الهامش معلقاً على إسناد الرواية :

[رجال السند بعضهم مجهول الحال وبعضهم مهمل ، والمتن متضمن لغرائب بعيد صدروها عن المعصوم عليه السلام ، ويشتمل على احكام تخالف ما صح عنهم عليهم السلام . مضافا إلى أن الواسطة بين الصدوق وسعد بن عبد الله في جميع كتبه واحدة ابوه أو محمد بن الحسن ابن أحمد بن الوليد كماهو المحقق عند منتتبع كتبه ومشيخته وهنا بين المؤلف وسعد خمس وسائط . وقد رواه الطبري في الدلائل بثلاث وسائط هم غير ما هنا .]. راجع هامش المصدرالسابق.

عموماً على كل حال الرواية لا تصح , وإن صحت فهي تدل على سقوط شرف أمومة المؤمنين لاحلية الزواج منهن بعد وفاة النبي(ص) !

3- رواية الطبري الشيعي رضوان الله عليه:

أقول : روى هذه الرواية أيضاً محمد بن جرير الطبري الشيعي في كتابه المعروف دلائل الإمامة , فقال :[وأخبرني أبو القاسم عبدالباقي بن يزداد بن عبد الله البزاز، قال:

حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد الثعالبي قراءة في يوم الجمعة مستهل رجب سنة سبعين وثلاثمائة، قال: أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن يحيى العطار، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي، قال .... ثم ساق الحديث]. راجع دلائل الإمامة ص506 و مابعدها.

أقول :

1- بالنسبة للمتن : فهو دال على حرمة الزواج من زوجات النبي(ص) بعد وفاته كما هو حال الرواية السابقة , و معنى الطلاق سقوط شرف أمومة المؤمنين لا أكثر , و معنى الفاحشة هو السحق دون الزنا كما هو نص الرواية .

2-بالنسبة للإسناد : فهو متهالك كسابقه , ففيه محمد بن عبدالله بن محمدالثعالبي لا نعرفه , وأحمد بن محمد بن يحيى العطار ولم ينص على توثيقه إلا أن البعض استظهر وثاقته بأدلة واهية لا تقوم بها حجة .

فالإسناد لا يصح !

الخلاصة : أن هذه الرواية دالة و بصراحة أن الطلاق لا يعني حلية الزواج بعد النبي(ص) , و إسناد الرواية متهالك !

و من الجدير بالذكر : أن الزواج من زوجات النبي(ص) سواء ثبت الطلاق عليهن أو لم يثبت لا يجوز بأي حال من الأحوال, حيث قال تعالى :[ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً](الاحزاب:53)، فالتأبيد هذا مراعاة لمقامه (صلى الله عليه وآله وسلّم) في حرمة نكاح أزواجه منبعده.

أقول : ففي هذه الآية الكريمة تأبيد للزواج من زوجات النبي(ص) سواء طلقهن أو لم يطلق ,و بالتالي يسقط استدلال من قال بإمكانية زواج زوجات النبي(ص) بعد طلاق الإمام علي(ع) لبعضهن , و يسقط أيضاً استدلال من قال بإمكان وقوع الزنا منهن لأنهن طليقات النبي(ص) .

يتبع إن شاء الله...

اللهم صلّ على محمد و آل محمد...





بسم الله الرحمن الرحيم

المحور الرابع : في بيان ضعف الأدلة المُستدل بها على زنا عائشة و جوابها .

أقول : استدل البعض بأدلة ضعيفة جداً لإثبات هذه التهمة , فلنذكر هذه الأدلة مع أجوبتها :

1- رواية البرسي:

أقول : روى البرسي فقال:[إن عائشة جمعت أربعين ديناراً من خيانة].

الجواب :

ننقل لكم جواب الشيخ علي آل محسن على هذه الرواية :

[وأقول: هذا الخبر رواه الحافظ رجب البرسي مرسلاً، ورواه غيره بسند فيه: علي بن الحسين المقري الكوفي، ومحمد بن حليم التمار، والمخول بن إبراهيم، عن زيد بن كثير الجمحي، و هؤلاء كلهم مجاهيل، لا ذكر لهم في كتب الرجال.

قال المجلسي قدس سره : وهذا إن كان رواية فهي شاذة مخالفة لبعض الأصول (3).

(3) بحار الأنوار 32/107.


480 .................................................. ............................. لله وللحقيقة الجزء الثاني


ومع الإغماض عن سند الرواية، فالخيانة فيها لا يراد بها ارتكاب الفاحشة كما أراد الكاتب أن يوهم قُرَّاءه به، لأن الخيانة خلاف الأمانة، وهي أخذ المال أو التصرُّف فيه بغير وجه حق.
ثم إن خيانة كل امرأة بحسبها، فقد تكون في المال وقد تكون في غيره.

قال ابن حجر العسقلاني في شرح حديث البخاري ( ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها ): فيه إشارة إلى ما وقع من حواء في تزيينها لآدم الأكل من الشجرة حتى وقع في ذلك، فمعنى خيانتها أنها قبلت ما زيَّن لها إبليس حتى زينتْه لآدم، ولما كانت هي أم بنات آدم أشبهنها بالولادة ونزع العرق، فلا تكاد امرأة تسلم من خيانة زوجها بالفعل أو بالقول، وليس المراد بالخيانة هنا ارتكاب الفواحش، حاشا وكلا، ولكن لما مالت إلى شهوة النفس من أكل الشجرة، وحسَّنتْ ذلك لآدم عُدَّ ذلك خيانة له، وأما من جاء بعدها من النساء فخيانة كل واحدة منهن بحسبها، وقريب من هذا حديث: (جحد آدم فجحدت ذريته) (1).

ولهذا أخبر الله سبحانه وتعالى عن امرأة نوح وامرأة لوط بأنهما خانتا زوجيهما في قوله تعالى ( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) (2).

ولا ريب في أنه لا يراد بالخيانة هنا ارتكاب الفاحشة، فإن نساء الأنبياء منزَّهات عن ذلك، حتى مَن كانت منهن من أصحاب النار.

قال القرطبي في تفسيره : وقوله ( فَخَانَتَاهُمَا ) يعني في الدِّين، لا في الفراش، وذلك أن هذه كانت تخبر الناس أنه مجنون، وذلك أنها قالت له: أمَا ينصركربك؟ فقال لها: نعم. قالت: فمتى؟ قال: إذ فار التنور. فخرجت تقول لقومها: يا قوم والله
إنه لمجنون، ويزعم أنه لا ينصره ربه إلا أن يفور هذا التنور. فهذه خيانتها،وخيانة الأخرى أنها كانت تدل على الأضياف (1).

(1) فتح الباري 6/283.
(2) سورة التحريم، الآية 10.


نظرة الشيعة إلى أهل السنة .................................................. .......................... 481



ومما قلناه يتضح أنه لا محذور في وقوع أمثال هذه الخيانات من أزواج الأنبياء والصلحاء.
هذا معأن الخبر لم ينسب الخيانة لعائشة، وإنما وصف المال بأنه جُمع من خيانة، وأما الخائن فهو غير مذكور في الرواية.

فلعلّ خيانة المال ـ لو قلنا بصحّة الخبر ـ كانت صادرة من معاوية الذي كان يتصرَّف في أموال المسلمين كيفما شاء ،فلعلّه وهب لعائشة بعض الأموال لتفرِّقها في أعداء أمير المؤمنين عليه السلام ،والله أعلم.

ولا ينقضي العجب من هذا القائل الذي يحاول إدانة الشيعة بهذا الخبر الضعيف الذي لم يفهم معناه، ويتعامى عن الأحاديث الكثيرة الصريحة المخزية التي رواها أهل السنة في مصادرهم المعتمدة وصحَّحوها، والتي ينسبون فيه العائشة أموراً قبيحة، كتهمتها بالزنا التي ذكروا ..












تكمله المحور الرابع
-----------------------

صَالِحٍ )، وليس بظاهر فيما تجرَّأوا عليه، وقوله في امرأة نوح: ( ا‏‎مْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا )، التحريم: 10،وليس إلا ظاهراً في أنهما كانتا كافرتين، تواليان أعداء زوجيهما، وتسران إليهم بأسرارهما، وتستنجدانهم عليهما (1).

وقال الشيخ الطوسي في تفسير التبيان في تفسير قوله تعالى ( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْن ِفَخَانَتَاهُمَا ) : قال ابن عباس: (كانت امرأة نوح كافرة، تقول للناس: إنه مجنون. وكانت امرأة لوط تدل على أضيافه، فكان ذلك خيانتهما لهما، وما زنت امرأة نبي قط) ،لما في ذلك من التنفير عن الرسول وإلحاق الوصمة به، فمن نسب أحداً من زوجات النبي إلى الزنا فقد أخطأ خطأً عظيماً، وليس ذلك قولاً لمحصِّل (2).



(1) الميزان في تفسير القرآن 10/235.
(2) التبيان في تفسير القرآن 10/52.] . راجع كتاب لله و للحقيقة ج2 ص479 – ص483.

أقول : تبيّن مما سبق أن الرواية ضعيفة , و إن سلمنا تجاوزاً بصحتها , فمعنى الخيانة فيها لا يعني بالضرورة الزنا , بل هو الخيانة الدينية لأن الزنا محال على زوجات الأنبياء للأدلة التي سقناها سابقاً.

2- القول المنسوب إلى علي بن إبراهيم القمي :

ذكر في تفسير القمي ما يلي :

[قال علي بن ابراهيم في قوله (ضرب الله مثلا) ثم ضرب الله فيهما مثلا فقال: (ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما) فقال والله ما عنى بقوله فخانتاهما إلا الفاحشة وليقيمن الحد على فلانة فيما اتت في طريق وكان فلان يحبها فلما أرادت ان تخرج إلى...قال لها فلان لا يحل لك ان تخرجي من غير محرم فزوجت نفسها من فلان]. راجع تفسر القمي ج2ص277.

أقول : استدلوا بهذه الرواية أن معنى الخيانة هي الفاحشة [ الزنا] , وفلانة أي عائشة تزوجت من فلان أي طلحة بعد وفاة النبي(ص)

الجواب :

أقول :

أولاً : هذه ليست رواية تنسب إلى المعصوم(ع) , إنما هو قول منسوب إلى علي بن إبراهيم القمي .


ثانياً: سوف ننقل لكم إجابة مركز الأبحاث العقائدية حول هذه العبارات :

[إن الأدلة العقلية والنقلية - ومنها إجماع الإمامية - قائمة على تنزيه زوجات الأنبياء (عليهم السلام) من الفاحشة ـ أي الزنا ـ , احترازاً من مسّ حياة الأنبياء (عليهمالسلام) بالدنس, وعليه فما يوهم أن يكون خلاف ذلك فهو مردود أساساً.
وعليه فما أدّعاه عثمان الخميس - من أن المجلسي والقمي والبرسي ذكروا في كتبهم زنا عائشة - فهو كذب وافتراء عليهم، ولا صحة له من الواقع, فهذه كتبهم ومؤلفاتهم مطبوعة, وفي متناول أيدي الناس.
نعم، قال القمّي في (تفسيره 2 / 3779, عند تفسير قوله تعالى : (( ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما )) ما نصّه : والله ما عنى بقوله فخانتاهما إلا الفاحشة, وليقيمن الحدعلى فلانة فيما أتت في طريق, وكان فلان يحبها فلما أرادت أن تخرج إلى... قال لها فلان : لا يحل لك أن تخرجي من غير محرم فزوجت نفسها من فلان.
وقد نقل العلامة المجلسي في (بحار الأنوار : 22 / 240) هذا عن القمي وقال عنه ما نصّه : فيه شناعة شديدة, وغرابة عجيبة, نستبعد صدور مثله عن شيخنا علي بن إبراهيم, بل نظن قريباً أنه من زيادات غيره, لان التفسير الموجود ليس بتمامه منه قدس سره, بل فيه زيادات كثيرة من غيره,فعلى أي هذه مقالة يخالفها المسلمون بأجمعهم من الخاصة و العامة, وكلّهم يقرّون بقداسة أذيال أزواج النبي (صلى الله عليه وآله) مما ذكر, نعم بعضهم يعتقدون عصيان بعضهنّ لمخالفتها أمير المؤمنين علي (عليه السلام).
وجاء في (البحار 23 / 106) بعد نقله قول القمي ما نصّه : بيان : المراد بفلان طلحة, وهذا إن كان رواية فهي شاذة مخالفة لبعض الأصول, وإن كان قد يبدو من طلحة ما يدل على أنه كان في ضميره الخبيث مثل ذلك, لكن وقوع أمثال ذلك بعيد عقلا ونقلا وعرفا وعادة و ترك التعرض لأمثاله أولى.
ومن هذا يتضح أن العلامة المجلسي مجرد ناقل قول القمي ورادّ عليه, فكيف يتّهمه الخميس بأنه قائل بذلك؟!
وأما الحافظ البرسي، فعلى فرض أنه نقل شيئا من ذلك, فعلماؤنا لا يأخذون بما تفرد بنقله. قال العلامة المجلسي في (البحار 1 / 109 : ولا اعتمد على ما يتفرد بنقله لاشتمال كتابيه على ما يوهم الخبط والخلط والارتفاع.]. راجع مركز الأبحاث العقائدية \الأسئلة العقائدية\ عائشة بنت أبي بكر\ الكلام حول ما نسب للقمي والبرسي والمجلسي من اتهامهم لعائشة بالفاحشة.

أقول : تبيّن مما سبق ما يلي :

1-أن هذا القول غير معلوم النسبة لصاحبه, فقد يكون من زيادات غيره !

2-أن هذا القول مع فرض التسليم بصحة نسبه إلى صاحبه فهو مخالف لإجماع الإمامية بعدم جواز فعل فاحشة الزنا من زوجات الأنبياء , فلا يعتد برأي شاذ مخالف للمذهب!

3-أن هذا القول لم يستند إلى رواية معصوم , و قول غير المعصوم قابل للصواب و قابل للخطأ !

3- رواية الكافي :

أقول : روى الكليني رحمه الله بسنده فقال :

[وبهذا الاسناد، عن سهل، عن محمد بن سليمان، عن هارون بن الجهم، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام)يقول: لما احتضر الحسن بن علي (عليهما السلام) قال للحسين: يا أخي إني اوصيك بوصية فاحفظها، فإذا أنا مت فهيئني ثم وجهني إلى رسول الله صلى الله عليه السلم لاحدث به عهدا ثم اصرفني إلى امي فاطمة (عليها السلام) ثم ردني فادفني بالبقيع، واعلم أنه سيصيبني من الحميراء ما يعلم الناس من صنيعها وعداوتها لله ولرسوله (صلى الله عليه وآله) وعداوتها لنا أهل البيت، فلما قبض الحسن (عليه السلام) [و] وضع على سريره فانطلقوا به إلى مصلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي كان يصلي فيه على الجنائز فصلى على الحسن (عليه السلام) فلما أن صلى عليه حمل فادخل المسجد، فلما اوقف على قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بلغ عائشة الخبر وقيل لها: إنهم قد أقبلوا بالحسن بن علي ليدفن مع رسول الله فخرجت مبادرة على بغل بسرج - فكانت أول امرأة ركبت في الاسلام سرجا - فوقفت وقالت: نحوا ابنكم عن بيتي، فإنه لا يدفن فيه شئ ولا يهتك على رسول الله حجابه، فقال لها الحسين بن علي صلوات الله عليهما: قديما هتكت انت وأبوك حجاب رسول الله وأدخلت بيته من لا يحب رسول الله قربه، وإن الله سائلك عن ذلك يا عائشة، إن أخي أمرني أن أقربه من أبيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليحدث به عهدا واعلمي أن أخي أعلم الناس بالله ورسوله وأعلم بتأويل كتابه من أن يهتك على رسول الله ستره، لان الله تبارك وتعالى يقول: " يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم (2) " وقد أدخلت أنت بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) الرجال بغير أذنه وقد قال الله عزوجل " يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي " ولعمري لقد ضربت أنت لابيك وفاروقه عند اذن رسول الله (صلى الله عليه وآله) المعاول، وقال الله عزوجل " إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله اولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى (1) " ولعمري لقد أدخل أبوك وفاروقه على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقربهما منه الاذى، وما رعيا من حقه ما أمرهما الله به على لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إن الله حرم من المؤمنين أمواتا ما حرم منهم أحياء، وتالله يا عائشة لو كان هذا الذي كرهتيه من دفن الحسن عند أبيه رسول الله صلوات الله عليهما جائزا فيما بيننا وبين الله لعلمت أنه سيدفن وإن رغم معطسك.

قال: ثم تكلم محمد بن الحنفية وقال: يا عائشة يوما على بغل، ويوما على جمل، فما تملكين نفسك ولا تملكين الارض عداوة لبني هاشم، قال: فأقبلت عليه فقالت: يا ابن الحنفية هؤلاء الفواطم يتكلمون فما كلامك؟ فقال لها الحسين (عليه السلام):

وأنى تبعدين محمدا من الفواطم، فوالله لقد ولدته ثلاث فواطم: فاطمة بنت عمران بن عائذ بن عمرو بن مخزوم، وفاطمة بنت أسد بن هاشم، وفاطمة بنت زائدة بن الاصم ابن رواحة بن حجر بن عبد معيص بن عامر، قال فقالت عائشة للحسين (عليه السلام): نحوا ابنكم واذهبوا به فإنكم قوم خصمون.

قال: فمضى الحسين (عليه السلام) إلى قبر امه ثم أخرجه فدفنه بالبقيع.]. راجع أصول الكافي ج1ص302 – ص303.



أقول : استدلوا بهذه الرواية فقالوا : إن معنى هتك ستر رسول الله و إدخال الرجال إلى بيته بعد موته هو زنا عائشة .

الجواب:


تكمله المحور الرابع
-----------------------

أقول :
1-بالنسبة لإسنادا لرواية : فهو ضعيف جداً لعلل منها:

أ‌-في الإسناد سهل بنزيادالآدمي الرازي , و هو ضعيفجداً .

قال آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي رحمه الله:

[5639: سهل بن زياد:
قال النجاشي: (سهل بن زياد أبو سعيدالآدمي الرازى كان ضعيفاً في الحديث غيرمعتمد عليه فيه وكان أحمد بن محمد بن عيسى يشهد عليه بالغلو والكذب وأخرجه من قم إلى الري وكان يسكنها وقد كاتب أبا محمد العسكري عليه السلام علي يد محمد بن عبدالحميد العطّار للنصف من شهر ربيع الآخر سنة خمس وخمسين ومائتين ذكر ذلك أحمد بن علي بن نوح وأحمد بن الحسين رحمهما اللّه. له كتاب التوحيد رواه أبو الحسن العبّاسبن أحمد بن الفضل بن محمد الهاشمي الصالحى عن أبيه عن أبي سعيد الآدمى وله كتابالنوادر أخبرناه محمدبن محمد قال: حدّثنا جعفر بن محمدعن محمد بن يعقوب قال: حدّثنا علي بن محمد عن سهل بن زياد ورواه عنه جماعة).
وقال الشيخ (341): (سهل بن زياد الآدمي الرازي يكنّى أبا سعيد ضعيف له كتاب أخبرنا به ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد بن يحيىعنه ورواه محمد بن الحسن بن الوليد عن سعد والحميرى عن أحمد بن أبي عبداللّه عنه).
وعدّه في رجاله (تارة) من أصحاب الجواد عليه السلام (1) قائلاً: (سهل ابن زياد الآدمى يكنّى أبا سعيد من أهل الرىّ) (وأخرى) من أصحاب الهادي عليهالسلام (4) قائلاً: (سهل بن زياد الآدمى يكنّى أبا سعيد ثقة رازى) (وثالثة) في أصحاب العسكري عليه لسلام (2) قائلاً: (سهل بن زياد يكنّى أبا سعيدالآدمي الرازى).
وعدّه البرقى من أصحاب الهادي والعسكري عليهماالسلام.
وقال الشيخ في الاستبصار: الجزء 3 باب أنه لا يصح الظهار بيمين في ذيل الحديث 935: وأما الخبر الاول فراويه أبوسعيد الآدمى وهو ضعيف جداً عند نقاد الاخبار و قد استثناه أبو جعفر ابن بابويه في رجال نوادر الحكمة.
وقال الكشّى (454) سهل بن زياد الآدمي أبوسعيد:
الرازى).
وقال الكشّى (454) سهل بن زياد الآدمي أبوسعيد:
(قالنصر بن الصباح: سهل بن زيادالآدمي الرازي أبو سعيد يروي عن أبي جعفر أبي الحسنوأبي محمد صلوات اللّه عليهم).
روى سهل بن زياد الآدمى عن محمد بن الحسين وروى عنه الحسن بن متيل. كامل الزيارات الباب 60 في أنزيارة الحسين والائمة عليهم السلامتعدل زيارةرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله الحديث 4.
روىعن الحسن بن محبوب وروى عنه محمدبن أبي عبداللّه. تفسير القمّى: سورة طه في تفسيرقوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى).
وقال الكشّي في ترجمة صالح بن أبي حمّاد الرازي (543): (قال علي بن محمد القتيبى: كان أبو محمد الفضل (بن شاذان) يرتضيه ويمدحه ولايرتضي أبا سعيد الآدمي ويقول: هوالاحمق).
وقال النجاشي والشيخ في ترجمة محمد بن أحمد بنيحيى (623): واستثنى ابن الوليد من روايات محمد بن أحمد بن يحيى في جملة ما استثناه روايته عن سهل ابن زياد الآدمى وتبعه على ذلك الصدوق وابن نوح فلم يعتمدوا علىرواية محمد ابن أحمد بن يحيى عن سهل بن زياد.
وقال ابن الغضائرى: (سهل بن زياد أبوسعيد الآدمي الرازى: كان ضعيفاً جدا ًفاسد الرواية و المذهب وكان أحمد بن محمد بن عيسى الاشعري أخرجه عن قم وأظهرالبراءةمنه ونهىالناس عن السماع منه والرواية عنه و يروى المراسيل ويعتمد المجاهيل).
وتقدّم عنه تضعيفه في ترجمة ذريح المحاربى.
ثم إن سهل بن زياد وقع الكلام في وثاقته وعدمها فذهب بعضهم إلى وثاقتهومالإلى ذلك الوحيد : قدّس سرّه : واستشهد عليهبوجوه ضعيفة سمّاها امارات التوثيقمنها: أن سهلبن زياد كثير الرواية ومنها رواية الاجلاّء عنه ومنها: كونه شيخ إجازةو منها: غير ذلك.
وهذه الوجوه غير تامة في نفسها وعلى تقدير تسليمها فكيف يمكن الاعتماد عليها مع شهادة أحمد بن محمد بن عيسى عليه بالغلو و الكذب وشهادة ابن الوليد وابنبابويه وابن نوح بضعفه واستثنائهم روايات محمد بن أحمد بن يحيى عنهفيما استثنوه من رجال نوادر الحكمة وشهادة الشيخ بأنه ضعيف وشهادة النجاشي بأنه ضعيف في الحديث غيرمعتمد عليه فيه بل الظاهر من كلام الشيخ في الاستبصارأنّ ضعفه كان متسالماً عليه عند نقاد الاخبار فلم يبق إلا شهادةالشيخ في رجاله بأنه ثقةو وقوعه في إسناد تفسيرعلي بن ابراهيم ومن الظاهر أنه لا يمكن الاعتماد عليهما فيقبال ماعرفت بل المظنون قوياً وقوع السهو في قلم الشيخ أوأن التوثيق من زيادةالنسّاخ.
ويدل على الثاني خلو نسخة ابن داود من التوثيق وقد صرّح في غير موضع بأنه رأى نسخة الرجال بخط الشيخ : قدّس سرّه : والوجه في ذلك أنه كيف يمكن أن يوثقه الشيخ معقوله: إن أبا سعيد الآدمي ضعيف جداً عند نقادالاخبار.
وكيف كان فسهل بن زياد الآدمي ضعيف جزماًأوأنه لم تثبت وثاقته. بقي هنا أمور:
الاول: قال العلاّمة في ترجمة سهلبن زياد (2) من الباب (7) من فصل السين من القسمالثاني ؤ: (إختلف قول الشيخ الطوسي : قدّس سرّه : فيه فقال في موضع إنه ثقة وقال فيعدّة مواضع: إنه ضعيف).
أقول: لم نظفر على قول الشيخ في تضعيفه إلا في موردين وقد تقدّما ولعلّه ؤ قدّس اللّه نفسه : قد ظفر بما لم نظفر به.
الثانى: أن بعض من حاول توثيق سهل بن زياد ذكر في جملة ماذكر أن تضعيف الشيخ لا يعارض توثيقه فإن كتاب الرجال متأخّر عنكتاب الفهرست فيكون توثيقه عدولاً عن تضعيفه.
وهذا الكلام مخدوش من وجوه:
الاول: أن هذا إنما يتم في الفتوى دون الحكاية والاخبار فإن العبرةفيها بزمان المحكي عنه دون زمان الحكاية فبين الحكايتين معارضة لا محالة.
الثانى: أن تضعيف الشيخ في الفهرست وإن كان متقدّماً على توثيقه إلاأنّ تضعيفه في الاستبصار غير متقدّم عليه.
الثالث: أن توثيق الشيخ معارض بماذكرناه من التضعيفات و لا سيما شهادة أحمد بن محمدبن عيسىبكذبه.
الثالث (من الامور): قد تقدّم من الفهرست: أن راوي كتاب سهل بن زياد: أحمدبن أبي عبداللّه واستشكل في ذلك بعضالمعاصرين وقال: الظاهر كونه سهواً فإنّ سهلاًفيعداد أحمد بن أبي عبداللّه البرقي كأحمد بن محمد بن عيسى الاشعرى يروي الكلينيعن كل منهم بتوسط عدّة وعدّته عن سهل: علي بن محمدبن علان ومحمد بن أبي عبداللّهومحمد بن الحسنومحمد بن العقيل الكلينى وقد صرّح الشيخ في آخر تهذيبه بأن طريقه إلى سهل: طريق الكلينى والظاهر أن(ست) اشتبه عليه هذا بسهيل بن زياد الآتي فإن طريقه ماقال (إنتهى).] راجع معجم رجال الحديث و تفصيل طبقات الرواة ج9 ترجمةرقم[5639].

ب‌-في الإسناد محمد بنسليمان , و هو إسم مشترك بين مجموعة من الرواة , فيفيد ذلك جهالته , إلا أننا استظهرنا أنه محمد بن سليمان الديلمي لرواية سهل بن زياد عنه , و إن كان هو , فهو مرمي بالغلو , راجع معجم رجالالحديث و تفصيل طبقات الرواة ج17 ترجمة رقم[10900].

أقول : لذا قال العلامةالمجلسي معلقا على إسناد هذا الخبربقوله:
[ضعيف]. راجع مرآة العقول فيشرح أخبار آلالرسول ج3 ص313.

2-بالنسبة لمتن الرواية :

أقول : لا تدل الرواية على وقوع الزنا من عائشة , فإن المراد بالرجال الذين دخلوا بيت عائشة هم أبو بكروعمر و من دفنهم بغيرإذنه(ص) , و المقصود بهتك ستر الرسول(ص) هو دفنها لأبي بكروعمر و عدم احترام قبر النبي(ص) و ارتفاعأصوات المعاول !

قال العلامة المجلسي رحمه الله في شرح هذا الخبر :

[المراد بالرجال أبو بكر و عمر و الحفارون والذين حملوهما و دفنوهما فيه،و تسمية عمر فاروقا على التهكم و نسبتهإلى أبي بكر للاتحاد الذي كان بينهما في الشقاوة و المعاونة في غصبحقوق أهل بيتالعصمة، و أنه كان وزيره و مشيرة أولتسمية أبي بكر إياه فاروقا و نسبة الفعلإليهما،لأن دفنهما كان بوصيتهما و رضاهما والاستدلال لقبح ضرب المعاول بالنهي عن رفع الصوت بالقياس بالطريق الأولى،أومنصوص العلة، إذ يظهر من الآية أن العلة في ذلك رعاية الأدب و الإكرام و الاحترام الذي يجب رعايته له، فيدل على قبح رفع الصوت عند ضريحه المقدس بغير ضرورة بل رفعالصوت في الزيارة عنده و عند ضرائح الأئمة من أهل بيته بحيث يخرج عن الآداب، لماورد من أن حرمتهم واحدة و حقهم واحد.

مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏3،ص: 318

قوله: عند إذن رسولالله،

(1) أي ظاهرا و بحسب ما يراه الناس ورفعهم إلى السماء بعد ثلاثة أيام لا ينافي وجوب احترام مراقدهم، مع أنه ذهب جماعة إلى أنهم بعد الرفع يرجعون أيضا إلى ضرائحهم المطهرة، و سيأتي القول فيه مفصلا إن شاء اللهتعالى‏

" يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ"

(2) أي يحفظونها و لا يرفعونها بالصياح‏]. راجع نفس المصدرالسابق.


والحمد لله رب العالمين
\



وصلى الله على سيدنا ابا القاسم محمد واله الطاهرين





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نقض شبهه اتهام عائشه بالزنا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات روضات الجنات :: القسم الاسلامي :: المنتدى الاسلامي-
انتقل الى: