الشبهة (4) رفع الشبهات عن الأنبياء ,, إبراهيم ( عليه السلام )
بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب رفع الشبهات عن ألانبياء ( عليهم السلام )
حوار عقائدي مختصر
مع
الولي الطاهر السيد الشهيد محمد الصدر
( قدس سره)
الباب الثالث
إبراهيم ( عليه السلام )
الشبهة (4)
قال تعالى: ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً..)
أليس قول إبراهيم لأبيه ( آزر ) بإسمه فيه سوء أدب منه
( عليه السلام ) تجاه آزر أو ما شابه ؟.
الجواب
بسمه تعالى:
هذا لأجل هدايته وصلاحه في الدنيا والآخرة , كما قال له:
( يَاأَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي
أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً )
وكانت محاولاته لهدايته عديدة لأنه يعتبرها الجزاء الحقيقي
تجاه أتعابه عليه .
فإنّ الجزاء الحقيقي إنما هو سعادة الآخرة لا سعادة الدنيا , بل من الممكن القول:
إنّ سوء الأدب سيكون لو تركه سائراً في غيِّه , مستمراً على ذنوبه , وليس سوء الأدب في الهداية أكيداً .
مضافاً إلى انّ السؤال ينفتح لو كان آزر هو أبوه ووالده الحقيقي ليكون سوء الأدب تجاهه متحققاً، مع التنـزل عمّا سبق . ولكن ثبت بالدليل عدم كونه أباً له . وإنما يناديه بذلك بإعتباره المربي له ومعه فسوء الأدب تجاهه ليس بفضيع لأنه ليس والده الحقيقي .
مضافاً إلى انّ سياق الآية واضح في أنّ ( آزر ) لم يقع في كلام إبراهيم
( عليه السلام ) وإنما يبدأ كلامه بقوله: ( أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً ) .
(إنتهى)
نستمر إن شاء الله في بقيت الشبهات مع أجوبتها الشريفة .