لوح رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايتها نوري المالكي، الجمعة، بتصميم التحالف الوطني على تشكيل الحكومة الجديدة حتى من دون مشاركة جميع أطراف القائمة العراقية، محذرا من دخول البلد في الفوضى في حال بقي الوضع على ما هو عليه.
وقال المالكي في حديث لـ"السومرية نيوز"، على هامش اختتام جولته إلى تركيا إن "مشكلة التحالف الوطني في حسم مسألة مرشحه حُلت الآن، والتحالف يكاد يكون متفقاً بالإجماع على مرشحه"، مشدداً على "ضرورة أن تستعجل الكتل السياسية بالذهاب إلى البرلمان لاختيار رئيس له ثم انتخاب رئيس الجمهورية الذي سيكلف بدوره مرشح الكتلة النيابية الأكبر، وهو مرشح التحالف الوطني، لتشكيل الحكومة".
أكد المالكي "التحالف الوطني عازم على تشكيل الحكومة وألا يترك البلد للفوضى ونحن حريصون على مشاركة العراقية إن لم تكن جميعها فعلى الأقل أكثر المكون الذي فيها يأتي ليكون شريكا في تشكيل الحكومة"، مبينا أن "الأيام المقبلة ستشهد مفاوضات وحديث ودعوات صريحة للتفاوض ضمن السقف الدستوري".
بين المالكي أن "رغبة البعض في مقاطعة الحكومة والعملية السياسية لا تخدمه ولا تخدم العراق"، مشيراً إلى أن "البعض جرب المقاطعة، وكانت النتيجة خسائر كبيرة لهم وللبلد".
وكان أعضاء القائمة العراقية عقدوا، في 18 من تشرين أول الجاري، اجتماعاً بمكتب زعيمها إياد علاوي ببغداد، للخروج بموقف تجاه مسألة تشكيل الحكومة، مبدية استعدادها لاستئناف الحوار مع ائتلاف دولة القانون في حال عدم فرض أي مرشح لرئاسة الحكومة المقبلة على العراقية، ومجددة رفضها المشاركة في حكومة يرأسها رئيس الوزراء نوري المالكي.
وعن الزيارات الأخيرة لبعض الدول الإقليمية والمجاورة للعراق، أشار المالكي إلى، أن "المحطة الخامسة في الجولة الإقليمية تهدف إلى توطيد العلاقات مع دول الجوار الإقليمي التي يهمها الاستقرار والتطور في العراق"، مضيفاً أن "الهدف الثاني والأهم من هذه الزيارات هو توضيح ما يجري في البلاد لدول الجوار وإظهار صورة عن الواقع الموجود، الذي تسير فيه الأمور وفق سياقات العمل القانونية والدستورية".
وقال المالكي إن "العراق مقبل على نهضة عمرانية، ولذا يجب أن تكون الحكومة المقبلة حكومة إعمار وتثبيت الأمن، الأمر الذي وضع سياسي مستقر وعلاقات إقليمية متطورة"، مبيناً، أن "ما تم طرحه هو ضرورة أن تكون شركات هذه الدول الصديقة موجودة في العراق وحاضرة في عملية الإعمار،بما يتناسب ورغبة الحكومة العراقية بتوفير الخدمات والإعمار".
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه "تم التطرق إلى موضوع تشكيل الحكومة خلال الزيارات، ولكن ضمن الوضع السياسي فقط، لأننا نريد أن نقول للعالم بان العراق مستقر سياسيا وليس كما يقال عنه، وفيه أمن على الرغم من وجود بعض الخروق"، لافتاً إلى أنه "أطلع هذه الدول على صورة واضحة عن بعض السياقات الدستورية في تشكيل الحكومة".
وكان المالكي أنهى، أمس الخميس، زيارته لتركيا بعد لقائه الرئيس التركي عبد الله غول ونظيره رجب طيب أردوغان، في إطار جولة شملت العاصمة المصرية القاهرة التي زارها الثلاثاء والتقى الرئيس المصري حسني مبارك ونظيره المصري أحمد نظيف والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، كما شملت الجولة إيران، التي زارها الاثنين الماضي، والتقى خلال الزيارة الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد والمرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي ووزير الخارجية منوشهر متكي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
كما زار المالكي العاصمة الأردنية عمان، الأحد الماضي والتقى العاهل الأردني الملك عبد الله إضافة إلى نظيره الأردني سمير الرفاعي، وسبق للمالكي أن زار أيضاً العاصمة السورية دمشق، الأربعاء الماضي، والتقى بنظيره السوري أحمد ناجي العطري بدمشق، بعد اجتماعه بالرئيس السوري بشار الأسد، فيما وقع وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني مع نظيره السوري سفيان علاوي اتفاقية اقتصادية لمد أنابيب نفط جديدة إلى دمشق.
__________________
